RASEEF 22

RASEEF 22

صدر حديثاً عن دار رمال القبرصيّة، للمنشورات العربيّة، كتاب "محروسة". كتاب كرتوني، كبير نسبياً، بقياس 25 × 25 يجمع بمهنيّةٍ مبدعةٍ الشعبيَّ مع الأنيق، وشيئاً من التوثيق لشاحنات النقل، بين دفّتي ما يصلح لأن يزيّن طاولة واطئة في غرفة صالون أو بهو أوتيل.

يرتبط العنوان برسم على الغلاف لعين أنثوية جذّابة، تلمع بزُرقة فيروزيّة، لون الرقية في رمزياتنا، كذلك بالصورة على ظهره لشاحنة آفلة، تُعلن النهاية، مع مُقلتين مرفقتين بعبارتي: "ابعد عنّي عيونك / طقّ - دوب". مع العلم أننا عادةً ما نقول: "طقّ، موت" لا "دوب"، لكن يبدو أن الصيغة مُلطّفة هنا، لبعضٍ من "محبّة" بين زملاء - رفاق خطوط، ولنيّة تبقى "طيبة" تجاه الآخرين، وإن شابها شيء من الحذر أحياناً.

"محروسة" إذن عبارة مشفّرة، مكثّفة، مسكوبة داخل كلمة واحدة، تعني، ضمن سياقها: محروسة هي شاحناتنا من الحُسّاد الذين معنا في المهنة أو العابرين، فـ"الشوفيريّة" هم بالنهاية أبناء بيئةٍ تؤمن بالفلسفة الماورائيّة لـ"صيبة" العين وتحتمي بالتمائم من شرّها. هم يعيشون حياة محفوفة بالأخطار، يقضون جلّها بالقيادة في الليالي، على سبلٍ قاسيةٍ تفتقر إلى أدنى شروط السلامة والأمن أيضاً، في ظلّ حروب لا تنتهي عند الحدود.

Al Akhbar

Al Akhbar

لم تقسّم الشوا كتابها إلى أجزاء، لكنها وضعت عناوين بأحرف كبيرة تشير إلى محتوى الصفحات اللاحقة. علماً بأنها سجلت الجمل والحكم المكتوبة على الشاحنات كما هي، من دون تصويب لغوي، وترجمتها إلى الإنكليزية، لفائدة «الأجانب» المقيمين الذين يحارون في محتوى الكلمات التي يرونها مكتوبة على الشاحنات والحافلات وحتى مركبات الأجرة، فيفهمون المعنى ويتعرفون إلى هذا التقليد.